الرئيس السيسي ورئيس الحكومة وقيادات الجيش في الاعلان عن اطلاق المشروع |
منذ أن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد في يونيو 2014، أعلن عن اعتزامه إطلاق مشروع استصلاح المليون فدان، لزيادة الرقعة الزراعية المصرية، وكلف وزارة الزراعة في حكومة المهندس إبراهيم محلب، والتي كان يتولاها الدكتور عادل البلتاجي، إلا أن الفساد والبيروقراطيه بوزارة الزراعة أدت لتعطيل المشروع.
الوزير المرتشي
وفورإقالة البلتاجي وتكليف الدكتور صلاح هلال - المتهم بتقاضي رشوة في قضية االرشوة الكبري - في مارس 2015 توالت التصريحات من الوزير، إلي أن أصدر بيان بأن المساحة المستهدف إستصلاحها هي مليون و500 ألف فدان، بزيادة 500 ألف فدان عن المساحة التي أعلن الرئيس عنها، وهي الزيادة التي لازال كل المسئولين يبحثون عن كيفية إضافتها.
وظلت وزارة الزراعة وفقا للتصريحات الحكومية تعمل علي إنهاء نموذج الـ10 ألاف فدان بمنطقة سهل بركة بالفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، إلي أن تم إلقاء القبض علي الوزير السابق للزراعة صلاح هلال في قضية الرشوة الكبري، والتي أعقبها استقالة ابراهيم محلب رئيس الوزراء وتعيين المهندس شريف إسماعيل رئيسا للوزارء.
البيروقراطيه وبطء عمل أجهزة الزراعة.
من هو وزير الزراعة المتهم بالرشوه
بيروقراطية الزراعة تهدد المشروع
وبحسب مصدر مسئول بوزارة الزراعة، فإن العمل بالنموذج المطلوب كان يسير بوتيرة بطيئة جدا، مما دفع الرئيس للاستعانة بالشركة الوطنية لاستصلاح الأراضي، التابعة لجهاز الخدمة الوطنية لإنهاء الأعمال بنموذج الـ10 ألاف فدان كي يتمكن الرئيس من الإعلان عن إطلاق المشروع قبل نهاية 2015 .
تغيير رؤساء هيئة التعمير والتنمية الزراعية
وفي سياق متصل شهدت الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، التي تقع تحت ولايتها غالبية مساحات مشروع استصلاح الأراضي، تعاقب 3 مديرين تنفيذيين للهيئة منذ عهد الوزير الأسبق عادل البلتاجي حتي اليوم، حيث تم تغيير اللواء مجدي أمين لبلوغه سن المعاش، وتولي بعده اللواء أشرف عبدالعزيز الذي تم إقالته ونقله للشركة القابضة لاستصلاح الأراضي، ليخلفه اللواء مهاب عبدالرؤوف - القادم من هيئة الرقابه الإدارية - للعمل كمدير لهيئة مشروعات التعمير.
فساد العاملين بهيئة التعمير
كان المستشار علي عمران ،النائب العام المساعد والقائم بأعمال النائب العام، قد أمر، بإحالة 13 متهمًا في قضية رشوة كبرى، لعدد من مسؤولي الإدارة المركزية للملكية والتصرف التابعة للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، إلى محكمة الجنايات. وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام، إن تحريات هيئة الرقابة الإدارية كشفت عن وقائع فساد إداري بالإدارة المركزية للملكية والتصرف، التي أُنشأت لحماية أراضي الاستصلاح الزراعي، خارج زمام المدن بكافة أنحاء جمهورية مصر العربية من التعديات والتصرف فيها، وتقاضي رؤساء وأعضاء بلجان حصر الأراضي المعدة للاستصلاح الزراعي، الخاضعة لولاية الهيئة العامة لمشروعات التعمير، والتنمية الزراعية من بينهم مدير إدارة صندوق استصلاح الأراضي الزراعية، مئات الآلاف من الجنيهات على سبيل الرشوة، لتزوير كشوف حصر تلك الأراضي، لصالح مواطنين بوساطة عدد من السماسرة والعاملين بالهيئة، لإثبات وضع يدهم، خلافًا للحقيقة على أراضي بطريقي القاهرة الإسكندرية الصحراوي، والقاهرة الإسماعيلية الصحراوي، وبنطاق محافظات الإسكندرية، والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وتقنين أوضاع بعض المعتدين على أراض أخرى. وأوضح البيان، أنه تم ضبط عدد من المتهمين وبحوزتهم المستندات المزورة، وأظهرت التسجيلات المسموعة والمرئية، اتصالات ولقاءات لمسؤولين بالإدارة مع سماسرة ومواطنين اتفقوا خلالها على تقاضي مبالغ مالية على سبيل الرشوة، مقابل التزوير في معاينات ورسومات هندسية، وكشوف حصر لأراضي مملوكة للدولة، وتسهيلهم تغيير نشاط أراضي أخرى استصلاح زراعي، إلى مباني عقب تبويرها وإقامة منشآت عليها بالمخالفة للقانون. وأشار البيان إلى أن المتهمين اعترفوا بالتحقيقات بارتكابهم جريمة الرشوة المنسوبة إليهم.
إختفاء خرائط المشروع من وزارة الزراعة
كشف مصدر مسئول بوزارة الزراعة، عن أن الخرائط وكافة الخطوات التي تمت في المشروع أثناء فترة تولي الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة الأسبق، لم يتم تسليمها للمسئولين بالوزارة، في أعقاب إقالة البلتاجي، بل إن قيادات الوزاره عندما تم توجيه السؤال لهم عن الخطوات التي تمت أعلنوا جميعهم عدم علمهم بما تم وعدم معرفتهم بالخطوات أو أماكن تواجد الخرائط.
أخيرا الرئيس السيسي يطلق إشارة البدء
قال بيان للمتحدث العسكري، إنه إستمراراً لجهود الدولة فى التخطيط الإستراتيجى للمشروعات التنموية والخدمية العملاقة على أرض مصر شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة مراسم الإحتفال بإطلاق إشارة البدء فى تنفيذ المشروع القومى لإستصلاح وزراعة مليون ونصف فدان بدءً من منطقة الفرافرة ، كما تفقد أول مزرعة تم إستصلاحها وزراعتها على مساحة عشرة آلاف فدان بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، وإنشاء 2 قرية زراعية وقرية خدمية كاملة المرافق والخدمات كنواة للريف المصرى الجديد ، حيث يمثل المشروع إضافة كبرى لتحقيق مخططات التنمية الشاملة وتوفير فرص العمل لملايين الشباب من أبناء الشعب المصرى .
حضر الإحتفال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الرموز والشخصيات العامة والإعلاميين وشباب الجامعات .
وإستمع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عرض تقديمى من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء إستعرض فيه ملامح العمل بالمشروع القومى الطموح التى تنفذها الحكومة فى كافة ربوع مصر لتوفير الحياة الكريمة لأبناء الشعب المصرى وتخفيف العبئ عن كاهل المواطنين .
وأشار إلى إنشاء شركة تتولى إدارة المشروع وتطويره بالتنسيق بين كافة الوزرات المعنية لتلافى كافة المعوقات التى كانت تواجه مشروعات إستصلاح الأراضى السابقة ، مؤكداً أن المشروع سيساهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 20 % وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المستمرة ، بما يمثله من طفرة عملاقة فى مجال الإستصلاح الزراعى ، ويؤهل مصر للوصول إلى مصاف الدول المنتجة والمصدرة للمنتجات والمحاصيل الزراعية فضلاً عن تحقيق الإكتفاء الذاتى للمحاصيل الإستراتيجية الهامة .
كلمة الرئيس في افتتاح المشروع
كما إستعرض المهندس حسام مغازى وزير الموارد والرى خطة الوزارة لدبير وتأمين الموارد المائية الخاصة بالمشروع ، وجهودها بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى إنجاز المشروع العملاق حيث تم مراعاة أفضل التصميمات الفنية لحقول الآبار بالإعتماد على الطاقة المتجددة وإستخدام نظم الرى الحديثة ، ووضع نظام صارم للمراقبة والتقييم المستمر لمراحل المشروع .
وأشار إلى الإنتهاء من كافة الدراسات الفنية التى تؤكد إمكانات وإستدامة المياه الجوفية بصورة إقتصادية لمائة عام قادمة على الأقل بالمرحلة الأولى والثانية وجارى إستكمال كافة الدرسات التأكيدية للمرحلة الثالثة لضمان مراعاة كافة المقايس العالمية فى تلك المشروعات مشيراً إلى أن المشروع يعتمد بنسبة 88.5 % على المياه الجوفية بإجمالى 5114 بئر جوفى و11.5% لمياة النيل ، كما تم تحديد نوعية المحاصيل التى يمكن زراعتها فى كل منطقة بحسب ظروف المناخ والتربة والمياه وحظر زراعة المحاصيل الشرهة لإستهلاك المياه .
وأشار الدكتورعصام فايد وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى أن المشروع سيتم على ثلاث مراحل المرحلتين الأولى والثانية تشمل مليون فدان بمناطق الفرافرة القديمة والجديدة بمحافظة الوادى الجديد وإمتداد الداخلة والمغرة وقرية الأمل وتوشكى وغرب المراشدة ، وغرب كوم أمبو بمحافظة أسوان، والمراشدة بمحافظة قنا، وغرب المنيا بمحافظة المنيا ، ومناطق إمتداد جنوب شرق المنخفض بمحافظة الوادى الجديد، وشرق سيوة بمحافظة مطروح، وتشمل المرحلة الثالثة منطقة الطور بجنوب سيناء وغرب المنيا وإمتداد جنوب شرق المنخفض ومناطق أخرى .
مشيراً إلى أنه تم خلال المرحلة الأولى التى تشمل 10 آلاف فدان تم خلالها زراعة 7500 فدان لمحصول القمح والشعير، كنواة للمشروع لسد الفجوة فى محاصيل الحبوب والأعلاف .
وأكد الدكتور مصطفى كمال وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة أن الهدف من المشروع هو وضع مصر فى مرتبة متقدمة على المستوى العالمى لتصبح كيان ذو إقتصاد مستدام يستثمر قدرات الإنسان وعبقرية المكان والموارد مع إعطاء الأولوية لتحقيق الإكتفاء الذاتى والإعتماد على التقنيات الحديثة فى إستخدام الطاقة والمياه والنقل وإعادة توزيع السكان على المعمور المصرى والخروج من الشريط التنموى الضيق لخلق فرص إستثمارية واعدة كما إستعرض مراحل إنشاء الريف المصرى الجديد بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الذى يشمل إنشاء 2 قريه زراعية كل منها على مساحة 400 فدان وقرية خدمية على مساحة 800 فدان وإنشاء 2000 بيت ريفى جديد و480 وحدة سكنية تناسب كافة الفئات والعاملين بالمشروعات .
وإستمع الرئيس السيسى إلى عرض تقديمى من اللواء أح كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تضمن شرح تفصيلى لأهم المعالم والمدن المحيطة بمنطقة المشروع مشيراً إلى أن المرحلة الأولى التى تم الإنتهاء من تنفيذها تشمل منطقة الأراضى الزراعية بمساحة 10 الآف فدان يتم رى 7500 فدان منها بنظام الرى المحورى و 2500 بنظام الرى بالتنقيط ، كما تم الإنتهاء من حفر 40 بئر مياه بعمق 800 متر و إنشاء 15 حوض أكسده كل بسعة 22 ألف م3 لمعالجة المياه المستخرجة من الآبار وإزالة المعادن منها بمعدل حوض لكل 500 فدان و 15 غرفة طلمبات لسحب المياه من أحواض الأكسدة وضخها فى شبكات الرى .
وأشار رئيس الهيئة الهندسية إلى أن القرى الريفية تشكل العنصر الثانى من مكونات المشروع حيث يجرى حالياً إنشاء 3 قرى لخدمة العاملين بالمشروع منها 2 قرية زراعية كلاً منها على مساحة 400 فدان وقرية خدمية على مساحة 800 فدان تستوعب 20 ألف نسمة وتضم 2000 بيت ريفى بمساحة 200 م2 للوحدة تتكون من دور أرضى قابل للتعلية بمساحة 100 م2 وحوش سماوى بمساحة 100م2 .
كما تضم القرية 3 مدراس للتعليم الأساسى كل بطاقة 28 فصل تعليمى و 3 حضانة ومكتبة طفل كل بطاقة 3 فصل تعليمى و 3 وحدات صحية وإسعاف كل بطاقة 6 عيادة و قسم شرطة ووحدة حماية مدنية ومبانى إدارية لإدارة الرى وبنك زراعى وشركة زراعية ومنبى للورش اليدوية وأرض معارض تضم 20 ورشة ومكتب بريد ومجلس قروى وإجتماعى و9 مساجد بإجمالى سعة 1900 مصلى .
ولتوفير الإسكان اللازم للموظفين والعاملين بالمنشآت الإدارية والخدمية جارى إنشاء 40 عمارة سكنية مكونة من دور أرضى و2 دور متكرر بإجمالى 480 وحدة سكنية منها 120 وحدة بمساحة 120 م2 و360 وحدة بمساحة 85 م2 .
ولإسكمال المرافق والشبكات اللازمة فقد تم حفر 2 بئر مياه عمق 700 م لتوفير مياه الشرب اللازمة للسكان وجارى إنشاء محطة معالجة الحديد والمنجنيز بطاقة 4000م3 / يوم لمعالجة وتنقية مياه الآبار وإنشاء خطوط مياه لإمداد القرى بالمياه وتوصيل المياه لـ 2 محطة رفع بالقرى الزراعية لضخ المياه داخل القرى .
كما يجرى إستكمال شبكات الصرف الصحى وتنفيذ مطابق صرف بإجمالى 1048 مطبق لتجميع الصرف من الوحدات السكنية وضخها لـ 3 محطات صرف بإجمالى 4000 م3 / يوم ، وإنشاء 3 محطات معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحى بطاقة إجمالية 4000 م3 / يوم لإستغلال المياه المنتجة منها فى رى المسطحات الخضراء بالقرى من خلال إنشاء شبكة رى للمسطحات الخضراء .
كما يتم إنشاء محطة توليد الكهرباء قدرة 16 ميجا ف أ ومخطط إنشاء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية قدرة 4 ميجا ف أ ، وقد تم إنشاء مبنى موزع الجهد طاقة 19 خلية وتنفيذ شبكة الجهد المتوسط والتى تشمل موصلات هوائية بإجمالى أطوال 282 كم على 940 برج بالإضافة إلى كابلات جهد متوسط بإجمالى طول 24 كم وتم توريد وتركيب الأكشاك والمحولات بإجمالى 47 محول وتنفيذ شبكة الجهد المنخفض من خلال تنفيذ موصلات هوائية بإجمالى طول 300 كم ومد كابلات جهد منخفض ولإنارة الطرق الداخلية بالقرى تم تركيب عدد 2000 عمودة إنارة بالإضافة إلى ربط كافة القرى والمرافق بشبكة طرق داخلية بإجمالى 130 كم طولى .
وشاهد الرئيس السيسى فيلماً تسجيلياً بعنوان " يوم فى حياة مزارع فى الريف المصرى الجديد " تناول تخطيط وتنظيم العمل بالريف المصرى الجديد الذى يراعى فى انشاءه مطابقة المعايير العالمية لخلق مجتمعات زراعية وصناعية جديدة على أسس علمية مدروسة تراعى كافة فئات المجمتع ، وتوفر الملايين من فرص العمل والحياة الجديدة لشباب مصر .
وقام الرئيس السيسى يرافقة عدد من الشباب وطلبة الجامعات وبراعم المستقبل بغرس أول شجرة بالمرحلة الأولى إيذاناً بتدشين المشروع الطموح الذى يستهدف إستصلاح أربعة ملايين فدان تضاف إلى مساحة الرقعة الزراعية فى مصر ، كما قام بجولة تفقدية لأحد المنازل الريفية الجديدة التى تم تصميمها لتناسب الطبيعة المناخية والجغرافية للمنطقة وأدار حواراً مع أحد العاملين بالمشروعات الجديدة .